الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

شبهة المستأخرين في الصلاة ينظرون للنساء من تحت ابطهم



يقول السائل: قرأت في أحد كتب أسباب النزول أن قوله تعال: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِين} نزل كما نقل عن 

ابن عباس في امرأة كانت تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن النساء، فكان بعض القوم يتقدم حتى يكون في 

الصف الأول لئلا يراها، ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر، فإذا ركع نظر من تحت إبطيه فنزلت الآية، فهل هذا الكلام صحيح، أفيدونا؟

الجواب:

ينبغي أن يُعلم أولاً أن سورة الحجر والآية المذكورة منها هي سورة مكية باتفاق، كما قال الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب، وابن حزم 

في الناسخ والمنسوخ، وقال ابن أبى زمنين: [سورة الحجر وهي مكية كلها]. ومن المعلوم أنه لم يكن للمسلمين مسجدٌ يصلي فيه الرجال 

والنساء إلا بعد الهجرة في المدينة.

 ثانياً: إن ما ذكره السائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قد رواه عنه الترمذي بإسناده قال: حدثنا قتيبة حدثنا نوح بن قيس الحداني عن 

عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس قال: كانت امرأة تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم حسناء من أحسن النساء فكان

 بعض القوم يتقدم حتى يكون في الصف الأول لئلا يراها ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت إبطيه 

فأنزل الله {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال أبو عيسى- الترمذي - وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن 

عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه ولم يذكر فيه عن ابن عباس وهذا أشبه أن يكون أصح من حديث نوح] ورواه أحمد والنسائي وابن 

ماجة وصححه العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة حديث رقم 2472.

ثالثاً: إن القول بأن هذه الآية نزلت في هذه الحادثة المذكورة يعني أن الآية نزلت بالمدينة، وهذا الكلام غير مسلم، لأن سورة الحجر كلها 

مكية كما سبق، وما قاله بعض العلماء إن هذه الآية نزلت بالمدينة اعتماداً على الرواية السابقة عن ابن عباس غير صحيح. لأن هذه الرواية 

لا تصح عن ابن عباس، وإن صححها الحاكم قديماً والعلامة الألباني حديثاً، فهذه الرواية منكرة، قال الشيخ ابن كثير: [وهذا الحديث فيه 

نكارة شديدة، وقد رواه عبد الرزاق، عن جعفر بن سليمان، عن عمرو بن مالك وهو النكري أنه سمع أبا الجوزاء يقول في قوله: {ولقد علمنا 

المستقدمين منكم} في الصفوف في الصلاة {والمستأخرين} فالظاهر أنه من كلام أبي الجوزاء فقط، ليس فيه لابن عباس ذكر وقد قال 

الترمذي: هذا أشبه من رواية نوح بن قيس والله أعلم.] تفسير ابن كثير 4/12. وكلام الترمذي الذي أشار إليه ابن كثير هو: [قال أبو عيسى 

وروى جعفر بن سليمان هذا الحديث عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء نحوه ولم يذكر فيه عن ابن عباس وهذا أشبه أن يكون أصح من 

حديث نوح] سنن الترمذي 5/277، وكلام الترمذي يشير إلى أن الحديث مرسل، والمرسل حديث ضعيف عند المحدثين. ويضاف إلى 

ذلك أن نوح بن قيس فيه كلام وقد خالفه جعفر بن سليمان فرواه عن عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء من قوله - يعني ليس من كلام ابن 

عباس – وليس فيه القصة وإنما فسر معنى الآية وهذا في تفسير عبد الرزاق وتفسير الطبري. انظر تفسير ابن كثير بتحقيق المهدي 4/11.

 رابعاً: قال الثعالبي في تفسيره: [والحديث المتقدم إن صح فلا بد من تأويل فإن الصحابة ينزهون عن فعل ما ذكر فيؤول بأن ذلك صدر

 من بعض المنافقين أو بعض الأعراب الذين قرب عهدهم بالإسلام ولم يرسخ الإيمان في قلوبهم، وأما ابن عباس فإنه كان يومئذ صغيراً بلا 

شك، هذا إذا كانت الآية مدنيه، فإن كانت مكية فهو يومئذ في سن الطفولية وبالجملة فالظاهر ضعف هذا الحديث من وجوه] الجواهر 

الحسان في تفسير القرآن للثعالبي عن الإنترنت.

خامساً: إن القصة السابقة من رواية أبي الجوزاء وهو تابعي لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، قال الإمام البخاري في التاريخ الكبير: في 

إسناده نظر. وقال عنه الحافظ ابن حجر: يرسل كثيراً، وقال ابن كثير: وهذا الحديث فيه نكارة شديدة، وقال الجوزجاني: أبو الجوزاء 

مجهول لا يُعرف.

سادساً: إن تصحيح العلامة الألباني للقصة ودفاعه عنها حيث قال: [ثالثا: وأما النكارة الشديدة التي زعمها ابن كثير رحمه الله، فالظاهر أنه 

يعني أنه من غير المعقول أن يتأخر أحد من المصلين إلى الصف الآخر لينظر إلى امرأة! وجوابنا عليه، أنهم قد قالوا: إذا ورد الأثر بطل 

النظر، فبعد ثبوت الحديث لا مجال لاستنكار ما تضمنه من الواقع، ولو أننا فتحنا باب الاستنكار لمجرد الاستبعاد العقلي للزم إنكار كثير 

من الأحاديث الصحيحة، وهذا ليس من شأن أهل السنة والحديث، بل هو من دأب المعتزلة وأهل الأهواء. ثم ما المانع أن يكون أولئك 

الناس المستأخرون من المنافقين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر؟ بل وما المانع أن يكونوا من الذين دخلوا في الإسلام حديثاً، ولما 

يتهذبوا بتهذيب الإسلام، ولا تأدبوا بأدبه؟] السلسلة الصحيحة 5/ 612. أقول مع احترامي وتقديري للعلامة الألباني إلا أنه جانب الصواب 

في تصحيحه لهذه القصة، فكلامه صحيح لو ثبتت القصة ولكن هذه القصة غير ثابتة سنداً كما سبق وغير ثابتة متناً، فالحادثة مردودة 

دراية، لأن السورة مكية باتفاق، ولأن مضمون القصة يردها، فلو نظرنا إلى قول الراوي (ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا 

ركع نظر من تحت إبطيه) فكيف سينظر إلى المرأة والحال أن المرأة تكون راكعة فكيف ينظر إليها وماذا يرى منها؟ ويضاف إلى ذلك أن 

هذه الحادثة المزعومة تطعن في عدالة الصحابة، وقد قرأت طعوناً كثيرة في حق الصحابة رضوان الله عليهم في مواقع كثيرة على الإنترنت 

اعتماداً على تصحيح العلامة الألباني لهذه القصة المزعومة!!! ولا بد من التذكير بأمر مهم وهو إن المحدثين قد اعتنوا بنقد المتن ولم 

يكتفوا بنقد السند فقط، ولا يصح الحكم على الحديث بفصل الكلام في السند عن الكلام في المتن، وهذا ما قرره المحدثون، قال ابن 

الصلاح: [قد يقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولا يصح، لكونه شاذاً أو معللاً] مقدمة ابن الصلاح ص 23. وقال النووي: [قد يصح 

أو يحسن إسناده أو يحسن الإسناد دون المتن لشذوذ أو علة] التقريب مع شرحه تدريب الراوي1/161. وقال ابن كثير: [والحكم بالصحة 

أو الحسن على الإسناد لا يلزم منه الحكم بذلك على المتن، إذ قد يكون شاذا أو معللاً] اختصار علوم الحديث ص43. فهذه القصة 

المنكرة تطعن في عدالة الصحابة كما ذكرت وعدالتهم ثابتة باتفاق أهل السنة والجماعة، قال الحافظ ابن حجر: [اتفق أهل السنة على أن 

الجميع - أي جميع الصحابة - عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة وقد ذكر الخطيب في الكفاية فصلاً نفيساً في ذلك 

فقال عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم فمن ذلك قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} 

وقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} وقوله: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} وقوله: {وَالسَّابِقُونَ

 الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} وقوله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ 

الْمُؤْمِنِينَ) وقوله: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ 

الصَّادِقُونَ} إلى قوله: {إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} في آيات كثيرة يطول ذكرها وأحاديث شهيرة يكثر تعدادها، وجميع ذلك يقتضي القطع 

بتعديلهم ولا يحتاج أحد منهم مع تعديل الله له إلى تعديل أحدٍ من الخلق ... ] الإصابة في تمييز الصحابة 1/6-7.


سابعاً: إن القول بأن الآية الكريمة: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِين} محمولة على المتقدمين في الصفوف الأولى 

من الصلاة والمتأخرين في صفوف الصلاة، قول ضعيف جداً، لأنه لم يكن للمسلمين مسجدٌ يصلي فيه الرجال والنساء إلا بعد الهجرة في 

المدينة. وكذلك فإن شيخ المفسرين الإمام الطبري ذكر أقوالاً كثيرة في تفسير الآية ثم قال: [وأولى الأقوال عندي في ذلك بالصحة قول 

من قال: معنى ذلك: ولقد علمنا الأموات منكم يا بني آدم فتقدم موته، ولقد علمنا المستأخرين الذين استأخر موتهم ممن هو حي ومن هو 

حادث منكم ممن لم يحدث بعد، لدلالة ما قبله من الكلام، وهو قوله {وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون} وما بعده وهو قوله {وإن 

ربك هو يحشرهم} على أن ذلك كذلك، إذ كان بين هذين الخبرين، ولم يجر قبل ذلك من الكلام ما يدل على خلافه، ولا جاء بعد.] 

تفسير الطبري عن الإنترنت. وخلاصة الأمر أن القصة المذكورة في السؤال قصة باطلة، وقد احتفت بها قرائن تؤكد بطلانها، حتى لو ثبتت

 من حيث السند فهي منكرة ومردودة، وفيها طعن في عدالة الصحابة رضوان الله عليهم، ويكفينا قول ابن كثير: [وهذا الحديث فيه نكارة شديدة] .

أشهد عليهم… ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي

أشهد عليهم… ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي

 مَالِك ، عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

قال الحافظ ابن عبد البر «هذا الحديث مرسل وإسناده منقطع» (التمهيد21/221).
ومع ذلك فالحديث عام لا سبيل إلى التعيين فيه بأحد
كما هو حال الرافضة الذين يريدون من الحديث تعيينه في أبي بكر خاصة
وخواص الصحابة عامة


شبهة القاتل والمقتول بالنار

حديث: (القاتل والمقتول في النار)

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

 يقول:eفعن الْأَحْنَفِ بن قَيْسٍ قال ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هذا الرَّجُلَ فَلَقِيَنِي أبو بَكْرَةَ فقال أَيْنَ تُرِيدُ قلت أَنْصُرُ هذا الرَّجُلَ قال ارْجِعْ فَإِنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ  
(إذا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ في النَّارِ فقلت يا رَسُولَ اللَّهِ هذا الْقَاتِلُ فما بَالُ الْمَقْتُولِ قال إنه كان حَرِيصًا على قَتْلِ صَاحِبِهِ [إنه قد أَرَادَ قَتْلَ صَاحِبِهِ]

شبهة القوم: يقولون إذا كان القاتل والمقتول في النار فما مصير الصحابة الذين تقاتلوا في موقعة الجمل وصفين ؟؟؟

 يورد شيخ الإسلام في مواضع متفرقة من مجموع الفتاوى (35/50 و 54 و 56 و 69) رأي أهل السنة في هذه المسألة مستبعداً رأي أهل البدع من الخوارج و الرافضة و المعتزلة الذين جعلوا القتال موجباً للكفر أو الفسق ، فيقول : و أهل السنة و الجماعة و أئمة الدين لا يعتقدون عصمة أحد من الصحابة بل يمكن أن يقع الذنب منهم ، والله يغفر لهم بالتوبة و يرفع بها درجاتهم ، و إن الأنبياء هم المعصومون فقط ، أما الصديقون و الشهداء و الصالحون فليسوا معصومين ، و هذا في الذنوب المحققة ، و أما اجتهادهم فقد يصيبون فيه أو يخطئون ، فإذا اجتهدوا و أصابوا فلهم أجران ، و إذا اجتهدوا و أخطأوا فلهم أجر واحد على اجتهادهم ، و جمهور أهل العلم يفرقون بين الخوارج المارقين و بين أصحاب الجمل و صفين ممن يعد من البغاة المتأولين ، و هذا مأثور عن الصحابة و عامة أهل الحديث ، و الفقهاء و الأئمة .


الجواب على هذه الشبهة:أولاً: 
نبدأ بالتأصيل، فتأصيل المسألة من وجوه. 

الوجه الأول:

أن هذا الحديث وما جاء في معناه من الأحاديث والآيات؛ هي من باب الوعيد و نظير ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر). "حم، ق). فأهل السنة والجماعة لا يُكفِّرون القاتل، إلا المستحل.
ولما كانت هذه الأحاديث والآيات من باب الوعيد رأينا عمَل السلف بها، ألاَ ترى "ما أخرجه عبد بن حميد أن ابن عباس رضي الله عنه كان يقول: لمن قتل مؤمناً توبة. 
فجاءه رجل فسأله ألمن قتل مؤمنا توبة قال: لا إلا النار. 
فلما قام الرجل قال له جلساؤه: ما كنت هكذا تفتينا، كنت تفتينا أن لمن قتل مؤمنا توبة مقبولة، فما شأن هذا اليوم؟! قال إني أظنه رجل يغضب يريد أن يقتل مؤمناً، فبعثوا في أثره فوجدوه كذلك" . "الدر المنثور" (2/629) وفي ط. :(2/353).
وأعلى من ذلك في الزجر والوعيد قوله تعالى: (( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )) . (النساء : 93 ). 
لم يقل أحد من أهل العلم أن القاتل كافر، ولم يقولوا أنه مخلد في النار، وإنما قالوا أن هذه من آيات الوعيد والزجر و أمرُّوها كما هي.
و من قال من أهل العلم أنه ليس للقاتل من توبة ـ ولم يقولوا أنه كافر أو مخلد في النار ـ ؛ إنما قالوا: ليس للقاتل توبة إلا أن يقاد منه أو يعفى عنه أو تؤخذ منه الدية . وهذا قول زيد بن اسلم. وهو قول ابن عباس أيضاً كما رواه الديلمي عنه في "الفردوس" (3/410/ رقم 5256).
ولهذا قال سفيان:"بلغنا أن الذي يقتل متعمداً فكفارته أن يقيد من نفسه أو أن يعفى عنه أو تؤخذ منه الدية فإن فُعل به ذلك رجونا أن تكون كفارته ويستغفر ربه فإن لم يفعل من ذلك شيئا فهو في مشيئة الله إن شاء غفر له وإن شاء لم يغفر له. فقال سفيان ـ وهنا الشاهد ـ فإذا جاءك من لم يقتل فشدد عليه ولا ترخص له لكي يفرض، وإن كان ممن قتل فسألك فأخبره لعله يتوب ولا تؤيسه". ـ وبذلك يقول ابن عمر ـ، فقد "أخرج النحاس عن نافع وسالم أن رجلا سأل عبد الله بن عمر كيف ترى في رجل قتل رجلاً عمداً؟ قال: أنت قتلته؟ قال: نعم. قال تب إلى الله يتب عليك. "الدر المنثور" (2/629) وفي ط. : (2/354).
ومثل ذلك ما أخرجه عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قاتل المؤمن، قال: كان يقال: له توبة إذا ندم". "الدر المنثور" (2/928). 

الوجه الثاني:

"قال العلماء معنى كونهما ـ أي المسلمان ـ في النار أنهما يستحقان ذلك، ولكن أمْرُهما إلى الله تعالى إن شاء عاقبهما ثم أخرجهما من النار كسائر الموحدين و إن شاء عفا عنهما فلم يعاقبهما أصلا، وقيل هو محمول على من استحل ذلك ولا حجة فيه للخوارج ومن قال من المعتزلة بأن أهل المعاصي مخلدون في النار لأنه لا يلزم من قوله فهما في النار استمرار بقائهما فيها". "الفتح" (13/33).

ثانيا:
رد الشبهة بعد أن انتهينا من تأصيل المسألة من أوجه:

الوجه الأول:

أنّ آخر الحديث وهو قوله عليه الصلاة والسلام: (كان حَرِيصًا على قَتْلِ صَاحِبِهِ). يُخرج الصحابة من هذا الوعيد الذي تقرر في المسألة؛ أن هذا الحديث من باب الوعيد، حيث أن الصحابة في الموقعتين المذكورتين ـ الجمل وصفين ـ لم يخرجوا للقتال، ولم يكونوا حريصين على قتل بعضهم البعض، بل خرجوا للصلح بالإجماع.

الوجه الثاني:

أن الذي وقع بينهم من حروب؛ إنما وقع عن اجتهاد من كلا الطرفين رضي الله عنهم أجمعين، ومن المعلوم المقرر بالأدلة أن المجتهد المصيب له أجران، والمجتهد المخطىء له أجر واحد بنص السنة النبوية فقد ثبت من قوله صلى الله عله وسلم أنه قال: (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد). حم، ق.
ولا شك أن ما وقع بين الصحابة هو من هذا القبيل .
" واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع بينهم ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك الحروب إلا عن اجتهاد وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد بل ثبت أنه يؤجر أجرا واحدا وان المصيب يؤجر أجرين .. وحمل هؤلاء الوعيد المذكور في الحديث: على من قاتل بغير تأويل سائغ بل بمجرد طلب الملك". "فتح الباري" (13/33ـ34).

الوجه الثالث:

أن الصحابة خرجوا من هذا الوعيد الذي في الحديث بنص القرآن الكريم، وذلك في قول الله تعالى:
(( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً )). (الفتح : 18 ).
وقوله تبارك وتعالى: (( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )). (التوبة : 100 ).
فهل بعد هذه التزكية والرضا من الله تعالى لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم؛ نقول أن القاتل والمقتول منهم في النار ؟؟!! 
أضف إلى ذلك أنْ قد حكم لهم رب الجنة والنار ـ تبارك وتعالى ـ أنهم في الجنة بإعداده لهم إياها، بل وحكم لهم بالخلود فيها في قوله تعالى: (( خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً )).
أم أن أحداً يقول أن الله تعالى لم يعلم أنهم سيقتتلون؟ 
فإن قال ذلك فقد كفر، لأنه نفى علم الغيب عن الله تعالى.
وإن قال عَلِمَ الله تعالى قتالهم مسبقاً؛ فنقول: إذن؛ قد زكاهم الله تعالى وحكم لهم بالرضا؛ فلا حاجة لتصنيف الصحابة رضي الله عنهم من قِبَلِ أحد من الناس.
كما خرج الصحابة من الوعيد الذي في حديث الباب بنص السنة، فالأحاديث في تزكية عموم الصحابة لا تعد ولا تحصى، والأحاديث التي جاءت بذكر تزكية بعضهم على الخصوص كذلك، أما في تزكية عموم الصحابة فقد قال صلى اله عليه وسلم: (لا تسبوا أصحابي). حم، ق.
وقوله عليه السلام: (إذا ذكر أصحابي فأمسكوا). 
وهذا النهي من النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الأول يفيد تحريم سب الصحابة أو أحدهم والتنقص لهم، وإن الخوض والتحدث فيما وقع بينهم؛ من التنقص لهم والطعن فيهم، بل والطعن في أوامره صلى الله عليه وسلم، وفي الحديث الثاني أمر صلى الله عليه وسلم بإمساك ألسنتنا والكف عن ذكر ما شجر بينهم.
وأما تزكيته صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة على وجه الخصوص فقد صح عنه في الحديث أنه قال: (أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة). حم. د. ت. هـ.

الوجه الرابع:

لمّا ثبت لنا أن الصحابة مؤمنين كما سبق في الوجه الثالث بنص القرآن؛ علمنا أن الآية في سورة الحجرات وهي قوله تعالى: (( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )). تتنزل عليهم وإن كانت لم تنزل فيهم، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فكان برهاناً على برهان؛ إذْ أن الصحابة في موقعت الجمل وصفين طائفتان، وهما مؤمنتان لا شك ولا ريب بنص القرآن والسنة، فقد تضمنت الآية الأولى منقبتين للصحابة: رضا الله تعالى لهم، وأنهم مؤمنين، (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ )) والآية الثانية؛ تضمنت مناقبٌ ثلاث: رضا الله، ودخولهم الجنة، وخلودهم فيها، (( رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ ...... وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ ....... خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً )). فبهذا يخرجون الصحابة من الوعيد الذي جاء في الحديث المذكور بالنص. 
وقد بوب البخاري في صحيحه بهذه الآية فقال: 
"بَاب ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ من الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ) فَسَمَّاهُمْ الْمُؤْمِنِينَ".


شبهة الصحابة قاتل بعضهم بعضاً

من الشبهات التي يثيرها الشيعي قوله ان الصحابة حصل بينهم قتال قاتل بعضهم بعضاً وسفك بعضهم دم بعض يريد بذلك ان يحكم على الصحابة بالكفر والضلال , واستدل وقد يستدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : اذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول بالنار .
الــــــــــــــــــــــرد :

اولاً : الرسول صلى الله عليه وسلم بين ماكان قصدهما وهدفهما قال : انه كان حريصا ً على قتل صاحبة .
فالقتال الي حصل بين الصحابة لم يكن حرص منهم على قتال بعضهم البعض وانما كان بسبب ما احدثه السبأية من الفتن بين الصحابة فكان قتالهم ليس ارادة على قتال بعضهم البعض وانما حصل لسوء فهم واجتهاد فقط .
ثانياً : القتال هذا لا يستوجب الكفر بل انه ثبت مع الايمان لان الله سبحانه وتعالى يقول : وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا . فهؤلاء مؤمنون وهؤلاء مؤمنون وحصل بينهم قتال , وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت احداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ الى امر الله . وايضاً الرسول صلى الله عليه وسلم قال للحسن بن علي رضي الله عنهما : ان ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عضيمتين مسلمتين اقتتلوا .

اذاً الرسول صلى الله عليه وسلم حكم لهم بالاسلام والآية حكمة لهم بالايمان فالقتال الي حصل بينهم انما نتيجة اجتهاد وسوء فهم .

وايضاً قول الرسول صلى الله عليه وسلم : لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض . الحديث هنا تأول .. أي انه معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم لا تكفروا ( لا ترجعوا ) أي لا تكفروا لا ترتدوا فإنكم ان كفرتم استحل بعضكم دم بعض , وليس المعنى انه اذا حصل بينكم قتال يكفروا , وانما المقصود في قوله ( لا ترجعوا بعدي كفاراً ) أي لا ترتدوا لانهم اذا ارتدوا سيحل بعضهم دم بعض .


رزية الخميس

قول الرافضة بإن الصحابة اتهموا النبي صلى الله عليه وسلم بالهذيان هذا قول باطل وغير صحيح كما سنبين :

قوله : فقالوا أهجر ؟ : هذا سؤال استفهامي , الصحابة الي كانوا موجودين بجوار النبي صلى الله عليه وسلم سألوا بعضهم سؤال استفهامي , يعني هل رسول الله يمرض كما يمرض البشر ؟؟ هل يحصل له من سكرات الموت حتى يفقد وعيه مثلما يحصل لباقي البشر ؟؟
و قد يحتمل بإنه : سألوا هذا السؤال استفهام بمعنى سألوا هل رسول الله قد توفي ؟ يعني هل هجر الحياة ؟؟
وايضاً قد يحتمل بإنه : من قال هذا اللفظه , لما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في مرض موته وكان المرض شديد ففقد وعيه وقالها , كما ان عمر عندما وصله خبر وفاة قال لا والله رسول الله لم يمت وشهر بسيفه وقال من يقول ان رسول الله مات فسأقتله (المفهم ج 4 ص560 ) , اذاً قد يحتمل بإن قائلها قد صدرت منه بدون شعور وهذا لا يحاسب عليه فلو كان يحاسب عليه فمن باب أولى ان يحاسب العبد الذي حكى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم الذي فقد ناقته في الصحراء فدعاء الله فعندما رجعت من شدت الفرح قال : اللهم انت عبدي وانا ربك , اخطأ من شدة الفرح ( الشفا ج2 ص887 , المفهم ج2 ص559 , شرح صحيح مسلم ج11 ص91 )

وقولهم : هجر ويهجر : فالهجر يأتي نوعين : الاول – هجر بمعنى الهذيان ( وهذا لايجوز على النبي صلى الله عليه وسلم ) ,  الثاني – الهجر بمعنى الكلام الغير مفهوم بسبب عله كالمرض ( وهذا ماحصل للنبي صلى الله عليه وسلم ففي مرض موته كان المرض شديد عليه وكلامه غير مفهوم بسبب البحة والانخفاض في صوته والألم الي فيه وسنذكر الآن كيف كان الألم في مرض موته ) :-

بيان شدة مرضه  :
النبي صلى الله عليه وسلم يوعك كرجلين :
قال ابن مسعود لما حضر النبي صلى الله عليه وسلم وهو على فراش الموت وجده يعرق عرقاً شديداً يتصبب العرق من جبينه, فقال:  يا رسول الله إنك توعك وعكاً شديداً قال: إني أوعك كرجلين منكم , قال: أذلك لأن لك الأجر مرتين قال:  نعم . رواه البخاري برقم 5647 , ومسلم برقم 2571 .

النبي صلى الله عليه وسلم يغمى عليه في مرض موته :
حَدَّثَنَا  نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ  ، قَالَ : حَدَّثَنَا  عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ  ، قَالَ : حَدَّثَنَا  سَلَمَةُ بْنُ نُبَيْطٍ  ، عَنْ  نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ  ، عَنْ  نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ  ، عَنْ  سَالِمِ بْنِ عُبَيْدٍ  ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، قَالَ : أُغْمِيَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فِي مَرَضِهِ فَأَفَاقَ ، فَقَالَ : " حَضَرَتِ الصَّلاةُ " ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ . فَقَالَ : " مُرُوا بِلالا فَلْيُؤَذِّنْ ، وَمُرُوا أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُصَلِّيَ لِلنَّاسِ " أَوْ قَالَ : بِالنَّاسِ ، قَالَ : ثُمَّ أُغْمِيَ عَلَيْهِ ، فَأَفَاقَ ، فَقَالَ : " حَضَرَتِ الصَّلاةُ  ... الروآيـه طويله والشاهد انه اغمي عليه مرات ومرات
مختصر الشمائل- الصفحة أو الرقم:333 , مجمع الزوائد- الصفحة أو الرقم:5/185 , إتحاف الخيرة المهرة- الصفحة أو الرقم:2/533 , وغيرها من المصادر


عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه قال: دخل على (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مرضه وقد اغمى عليه ورأسه في حجر جبرئيل وجبرئيل في صورة دحية الكلبى، فلما دخل على (عليه السلام) قال له جبرئيل: دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به منى، لان الله يقول في كتابه: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فجلس على (عليه السلام) وأخذ رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوضعه في حجره، فلم يزل رأس رسول الله في حجره حتى غابت الشمس، وان رسول الله أفاق فرفع رأسه فنظر إلى على فقال: يا على اين جبرئيل؟ فقال: يا رسول الله ما رأيت الا دحية الكلبى دفع إلى رأسك قال: يا على دونك رأس ابن عمك فانت أحق به منى، لان الله يقول في كتابه: (واولوا الارحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله) فجلست وأخذت رأسك فلم تزل في حجرى حتى غابت الشمس، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفصليت العصر؟ فقال لا قال: فما منعك أن تصلى؟ فقال: قد أغمى عليك وكان رأسك في حجرى،فكرهت ان أشق عليك يا رسول الله، وكرهت ان أقوم واصلى أوضع رأسك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم ان كان في طاعتك وطاعة رسولك حتى فاتته صلوة العصر، اللهم فرد عليه الشمس حتى يصلى العصر في وقتها، قال: فطلعت الشمس فصارت في وقت العصر بيضاء نقية، ونظر اليها أهل المدينة وان عليا قام وصلى فلما انصرف غابت الشمس وصلوا المغرب 
(1).
البحار ج 9: 549. البرهان ج 2: 98. ونقله المحدث الحر العاملى في كتاب اثبات الهداة ج 2: 137 عن هذا الكتاب مختصرا.
تفسير العياشى مجلد: 1
كتاب التفسير
لمؤلفه المحدث الجليل ابى النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمى السمرقندى
المعروف بالعياشى رضوان الله عليه
الجزء الثاني
وقف على تصحيحه وتحقيقه والتعليق عليه الفاضل المتتبع الورع
الحاج السيد هاشم الرسولى المحلاتى
(69)(109)

روايات متنوعه


النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف الحسن والحسين :

محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا محمد ابن حمدان الصيدلاني قال: حدثنا محمد بن مسلمة الواسطي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عبد الله بن زيد الجرمي عن ابن عباس:
«
ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وآله فدخل بلال وهو يقول: الصلاة رحمك الله، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وصلى بالناس، وخفف الصلاة. ثم قال: ادعوا لي علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، فجاءا فوضع صلى الله عليه وآله يده على عاتق علي عليه السلام، والاخرى على اسامة ثم قال: انطلقا بي إلى فاطمة. فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها، فإذا الحسن والحسين عليهما السلام يبكيان ويصطرخان وهما يقولان: أنفسنا لنفسك الفداء، ووجوهنا لوجهك الوقاء. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من هذان يا علي؟ قال: هذان ابناك الحسن والحسين. فعانقهما وقبلهما».

المصدر:
(
كتاب الأمالي للصدوق 732-735 وانظر بحار الأنوار للمجلسي22/510 والفتال النيسابوري في روضة الواعظين ص74 واختارت لجنة حديثية علمية متخصصة في معهد باقر العلوم انتخاب هذه الرواية من ضمن كلمات الحسين وضمن كتاب أسموه: كلمات الإمام الحسين ص98 دار المعروف بطهران).


قولهم ان عمر قال غلبه الوجه : نعم الرسول قد غلبه الوجع كما سبق تخريجه ,, وقول عمر قد غلبه الوجع فهذا شفة ورحمة بالرسول صلى الله عليه وسلم ورداً على من تنازع معهم من الصحابة وليس على النبي صلى الله عليه وسلم , ثم ان الرسول صلى الله عليه وسلم وافق عمر على هذا الرأي .
قولهم : ان عمر قال حسبنا كتاب الله : عمر قال هذا شفقة ورحمة بالنبي صلى الله عليه وسلم ورداً على من تنازع عند الرسول بعضهم قال قربو للنبي الكتاب والبعض قال لا دعوه يرتاح فعمر قال ذلك شفقة ورحمة بالرسول ووافقه الرسول على هذا الرأي وايضاً القرآن وافق عمر في هذا الرأي في قوله تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون) الأنعام آية 38 وقوله تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) [النحل:89].
وايضاً علي وافق عمر في هذا الرأي

وَاعْلَمُوا أَنَّ مَجَازَكُمْ عَلَى الصِّراطِ وَمَزَالِقِ دَحْضِهِ ، وَأَهَاوِيلِ زَلَلِهِ، وَتَارَاتِ أَهْوَالِهِ ; فَاتَّقُوا اللهَ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ، وَأَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ، وَأَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ، وَأَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ يَوْمِهِ، وَظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِه، وَأَوْجَفَ الذِّكْرُ بِلِسَانِهِ، وَقَدَّمَ الْخَوْفَ لِأَمَانِهِ، وَتَنَكَّبَ الَْمخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِيلِ، وَسَلَكَ أَقْصَدَ المَسَالِكَ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ; وَلَمْ تَفْتِلْهُ فَاتِلاَتُ الْغُرُورِ، وَلَمْ تَعْمَ عَلَيْهِ مُشْتَبِهَاتُ الْْأُمُورِ، ظَافِراً بِفَرْحَةِ الْبُشْرَى، وَرَاحَةِ النُّعْمَى في أَنْعَمِ نَوْمِهِ، وَآمَنِ يَوْمِهِ. قَدْ عَبَرَ مَعْبَرَ الْعَاجِلَةِ حَمِيداً، وَقَدَّمَ زَادَ الْآجِلَةِ سَعِيداً، وَبَادَرَ مِنْ وَجَلٍ ، وَأَكْمَشَ فِي مَهَلٍ، وَرَغِبَ فِي طَلَبٍ، وَذَهَبَ عَنْ هَرَبٍ، وَرَاقَبَ فِي يَوْمِهِ غَدَهُ، وَنَظَرَ قُدُماً أَمَامَهُ فَكَفَى بِالْجَنَّةِ ثَوَاباً وَنَوَالاً، وَكَفى بَالنَّارِ عِقَاباً وَوَبَالاً! وَكَفَى بِاللهِ مُنْتَقِماً وَنَصِيراً! وَكَفَى بِالكِتَابِ حَجيجاً وَخَصِيماً !
نهج البلاغة
خطبة رقم[ 83 ]














14- (مجلسي حسن21/36 - 

عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله )

دَعَا بِصَحِيفَةٍ حِينَ حَضَرَهُ الْمَوْتُ يُرِيدُ أَنْ يَنْهَى

عَنْ أَسْمَاءٍ يُتَسَمَّى بِهَا فَقُبِضَ وَ لَمْ يُسَمِّهَا مِنْهَا الْحَكَمُ وَ حَكِيمٌ وَ خَالِدٌ وَ مَالِكٌ وَ ذَكَرَ أَنَّهَا سِتَّةٌ أَوْ سَبْعَةٌ مِمَّا لَا يَجُوزُ أَنْ يُتَسَمَّى بِهَا .
الكافي : المجلد السادس ..................... صفحة (21)



أشبهة أن النبي دعا عند موته بصحيفة فخالف عليها عمر حتى رفضها
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا موسى بن داود حدثنا بن لهيعة عن أبي الزبير عن جابر أن النبي e دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده قال فخالف عليها عمر بن الخطاب حتى رفضها.
ضعيف. رواه أحمد في المسند (3/346 رقم14768) وفيه عبد الله بن لهيعة إختلط بأخره. والرواية عنه محفوظة عن طريق العبادلة الثلاثة. قال الهيثمي « رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه خلاف» (مجمع الزوائد9/33).
قال الحافظ ابن حجر « عبد الله بن لهيعة بفتح اللام وكسر بن عقبة الحضرمي أبو عبد الرحمن المصري القاضي صدوق من السابعة خلط بعد احتراق كتبه ورواية بن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما وله في مسلم بعض شيء مقرون مات سنة أربع وسبعين وقد ناف على الثمانين » (تقريب التهذيب1/319 رقم6563).
وقد توبع تابعه قرة بن خالد عند أبي يعلى:
حدثنا عبيد الله حدثنا أبي حدثنا قرة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال «دعا النبي e بصحيفة عند موته يكتب فيها كتابا لأمته قال لا يضلون ولا يضلون فكان في البيت لغط فتكلم عمر بن الخطاب فرفضه النبي صلى الله عليه وسلم».
طريق آخر:
حدثنا ابن نمير حدثنا سعيد بن الربيع حدثنا قرة بن خالد عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله e دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابا لا يضلون بعده ولا يضلون وكان في البيت لغط وتكلم عمر بن الخطاب فرفضها رسول الله e» (مسند أبي يعلى2/335 رقم1869 و1871).
وورد من طريق آخر عند النسائي « أنبأ محمد بن إسماعيل بن إبراهيم عن عثمان بن عمر قال أنبأ قرة بن خالد عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله eدعا بصحيفة في مرضه ليكتب فيها كتابا لأمته لا يضلون بعده ولا يضلون وكان في البيت لغط وتكلم عمر فتركه» (سنن النسائي3/435)
وكل هذه الطرق الثلاث فيه أبو الزبير. وهو ثقة لكنه مدلس وقد عنعنه عن جابر (سلسلة الضعيفة 4925) قال الذهبي « وكان مدلسا واسع العلم» (الكاشف2/216).
وروايته عن جابر محتملة التحديث ومنها ما هو عنعنة. وقد روى عنه مسلم ما تيقن تحديثه فيه عن جابر لا بطريق العنعنة. قال بن أبي مريم عن الليث « قدمت مكة فجئت أبا الزبير فدفع إلي كتابين فانقلبت بهما ثم قلت في نفسي لو عاودته فسألته هل سمع هذا كله من جابر فقال منه ما سمعت ومنه ما حدثت عنه فقلت له أعلم لي على ما سمعت فاعلم لي على هذا الذي عندي» (تهذيب التهذيب9/392).
وبهذا يترجح عندي خطأ الشيخ الأرناؤوط في تصحيحه لغيره (مسند أحمد23/68 رقم14726). فإن جميع طريقه معنعة بأبي الزبير وهو مدلس.